محمد بن زياد مسفر ال علي الزهراني شاعر فصحى وناقد ومؤلف وروائي، ولد في منطقة الباحة عام 1361هـ. عاش طفولته وشبابه في قرية الحميدان بمحافظة القرى بمنطقة الباحة إلى أن أكمل دراسته الثانوية، ثم غادر إلى لبنان لدراسة القانون في إحدى الجامعات العريقة هناك، إلا أن الظروف الاجتماعية لم تسمح له بإكمال دراسته فعاد إلى الوطن والتحق بالعمل في حرس الحدود بالمنطقة الشرقية (جزيرة دارين) بوظيفة كاتب دورية. انتقل بعدها للعمل في إمارة المنطقة الشرقية عام 1383هـ، ثم انضم إلى فرع وزارة الدفاع بمدينة الخرج.
في عام 1402هـ عاد إلى مسقط رأسه في قرية مليكة – آل سلاما – والتحق بوزارة الصحة بمنطقة الباحة (الشؤون الصحية) بالمرتبة الثامنة، وتنقل خلالها بين العديد من المناصب الإدارية حتى استقر بمنصب مساعد المدير العام للشؤون الإدارية والمالية بالمرتبة الحادية عشرة.
ومنذ استقراره بالمنطقة في بدايات الثمانينيات الميلادية اهتم بالكتابات الاجتماعية والشعبية للمنطقة، حتى أصبح له مساحته الخاصة في مجلة “تجارة الباحة”. وفي عام 1421هـ أحيل للتقاعد، فوجد فيه فرصة سانحة لبدء توثيق الموروث الشعبي لمنطقة الباحة، إيماناً منه بأهمية أن تكون للأجيال القادمة مصادر للاطلاع والتثقيف حول موروثات المنطقة. وخلال أكثر من عشرين عاماً أنجز مكتبة موروثية بلغت 23 إصداراً تنوّعت ما بين المقالات، الشعر، النقد، التحقيق والتصحيح لأبرز مواضيع الموروث الشعبي.
كما التحق بعضوية النادي الأدبي بمنطقة الباحة منذ عام 1426هـ وحتى اليوم، حيث التقى بالعديد من المثقفين والشعراء والمهتمين بالأدب من كافة مناطق المملكة، ما أثرى كتاباته ونقده وتحليله.
وعلى الرغم من انشغاله بمهامه الأدبية والثقافية والاجتماعية، لم يغفل الجانب الخيري، حيث انضم إلى مجلس إدارة الجمعية الخيرية بالفرع وبني سار، كما شارك في مجلس التربية والتعليم بالمنطقة في عامي 1426/1427هـ.
تُوجت إسهاماته الثقافية بتكريمه في “تواصل زهران” عام 1432هـ و”ملتقى الرواد بزهران” عام 1437هـ. وله مشاركات متعددة في حملات التثقيف الصحي وحقوق الإنسان، وفعاليات لجنة الثقافة والفنون بمحافظة القرى، كما شارك مع الجمعية السعودية لعلم الاجتماع والخدمة الاجتماعية عام 1430هـ، بالإضافة إلى مساهمته في الحملات الوطنية مثل التعداد السكاني 1413هـ وحملة التضامن الوطني ضد الإرهاب 1426هـ.